الأساليب الفنية الحديثة هي طرائق العمل و التنفيذ من حيث الرسم و التلوين و التقنية التي تميز المذاهب أو التيارات الفنية التشكيلية كالتي ظهرت في بداية القرن العشرين و منها الفن الساذج، المدرسة التجريدية التعبيرية و الهندسية التي امتازت بتوظيفها تقنيات متنوعة كاللطخ و التهشير و التنقيط و الشفافية و اللمسات لإبراز القيم الجمالية الكونية: الانسجام، النظام، التوازن، التناظر، الحركة، الإيقاع، التنوع، الوحدة...
أ- الفن الساذج:
هو فن ذو انتاجات تصويرية أو نحتية أو معمارية منجزة من طرف عصاميين لم يتلقوا تكوينا فنيا مسبقا
و يتميز هذا الفن بإعادة النماذج المعهودة دون مهارة و بمنظور عشوائي و برسم دقيق ومتقن و بألوان صارخة
و مواضيع قصصية بسيطة المظهر. و من روادها الفنان الفرنسي الجمركي هنري روسو و الفنانة الجزائرية باية الهاشمي .
فالفن الجزائري غني بموهبات عديدة في هذا المجال أهمهم الفنانة باية الهاشمي
تعتبر الرسامة الجزائرية باية محيى الدين التي رحلت في 9نوفمبر 1998 واحدة من الأسماء المتميزة في الفن التشكيلي ، ليس في الجزائر والوطن العربي فحسب بل في العالم ولدت باية محيى الدين في 12(ديسمبر) 1931 ببرج الكيفان . وقد فقدت والديها مبكر وهي في الخامسة فتكفلت بتربيتها جدتها. عندما بلغت العاشرة تبنتها سيدة مارجريت كامينا، وهي رسامة ، . كانت تشتغل على الحرير كما كان زوجها الانجليزي.
رساما كذالك
تأثرت الصغيرة باية بهذا الجو الفني، فكانت ترسم خلسة من والديها بالتبني إلى أن ، اكتشفتها أمها بالتبني (مارجريت) ضروريات الرسم وتحثها علي عرضت اعمالها لاول مرة على الجمهورالفرنسي بباريس سنة1947م ونالت اعمالها نجاحا باهرا .اعجب الجمهور والنقاد لهذا الفن البدائي العفوي والساذج كانت باية طفلة لم تتجاوز الثالثة عشرة عندما رسمت ما وجده الفنانون شيئا رائعا رغم سذاجته وبساطته من بينهم بابلو بيكاسو الفنان العالمي والذي طلب منها ان ترافقه ليعلمها الرسم فبقيت برفقته لعدة أشهر
عادت باية للجزائروالتحقت بجدتها ثم تزوجت وكانت الزوجة الثانية للموسيقار الأندلسي الحاج محفوظ محي الدين ,عرضت أعمالها في كل من الجزائر ,باريس والعلم العربي
توفيت باية في البليدة سنة 1998م
ب- مفهوم التجريد:
:
التجريد هو نوع من التعبير التشكيلي لا ينطوي على أي صلة بشيء واقعي أي أنه لا موضوعي. و الفن التجريدي في مفهومه العام هو نقيض للفن الواقعي القائم على التمثيل الصوري. كما أن التجريدية ترفض التقيد بالقواعد الأكاديمية الجاهزة في الرسم. و التجريدية ظاهرة فنية حديثة تعتبر مرحلة مهمة في تاريخ الفنون التشكيلية غيرت رؤية العالم الفنية
و طورت مفهوما جديدا للفن بصفة عامة، .بحيث امتدت التجريدية إلى النحت و الفتوغرافيا
و المسرح و الهندسة المعمارية والتصميم الصناعي إلخ…
ا - التجريدية التعبيرية: تعد أعمال فازاريلي كاندانسيكي
(1866-1944انطلاقة حقيقية لما عرف بالتجريدية التعبيرية خاصة مع لوحته " القوس الأسود 1912 " التي تميزت بتدفق لوني مثل أحسن تمثيل تطلعات فناني مجموعة" " التعبيرية و التي تزعمها في ميونيخ.
ب - التجريدية الهندسية:
تيار فني تشكيلي تجريدي تزعمه الفنان بيات موندريان و يعتمد على الأشكال الهندسية و الألوان النقية في تكوين اللوحة تكوينا رياضيا بحتا بحيث أنه انطلق من الشبكة التكعيبية
و اختصرها في تقابل مزدوج البعدين بخطوط عمودية و أفقية تحصر بينها مساحات ذات ألوان نقية.
ومن أبرز الفنانين الجزائرين الذين برعوا في التجريد نجد :
محمد خدة (1930-1991), وهو فنان متعدد التوجهات ومعروف بتخطيطاته
محمد خدة أحد أعلام الفن التشكيلي بالجزائر نشط في الميدان منذ شبابه رفقة أسماء أخرى استطاعت الظفر بسمعة المبدعين عن جدارة واستحقاق بما تركت من أعمال راقية.
استطاع أن يجذب الأنظار من مستغانم مسقط رأسه ثم العاصمة وأن يوطد علاقات صداقة مع الشباب الهاوي خاصة وأن حسه المميز جعله يهتم بالعمران الإسلامي و الشخصية الجزائرية والطبيعة الخلابة التي أبدع فيها الخالق وجعلها محمد خدة من أبناء الجيل الثاني مصدر إلهام مميز طالما استفز فضول الأوروبيين فجعلوا من الجزائر وجهة استراتيجية.
