ن ثمرات قيام الليل ، دعوة تستجاب و ذنب يغفر و مسألة تقضى و زيادة في الإيمان و التلذذ بالخشوع للرحمن و تحصيل السكينة و نيل الطمأنينة و اكتساب الحسنات و رفعة الدرجات و الظفر بالنضارة و الحلاوة و المهابة و طرد الأدواء من الجسد .. فمن منا مستغن عن مغفرة الله و فضله ؟ و من منا لا تضطره الحاجة ؟ و من منا يزهد في تلك الثمرات و الفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليل لله ؟. و هذه توجيهات نبوية تحض على نيل هذا الخير .. فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول .. " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الليلة فكن " ( رواه الترمذي و صححه ) ، و عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال .. قيل يا رسول الله ، أي الدعاء أسمع ؟ قال .. " جوف الليل الآخر و دبر الصلوات المكتوبات " ( رواه الترمذي و حسنه ) ، و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال .. " ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول .. من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له " ( رواه البخاري و مسلم ) ، و عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال .. " تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد .. هل من داع فيستجاب له ؟ ، هل من سائل فيعطى ؟ ، هل من مكروب فيفرج عنه ؟ ، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له ، إلا زانية تسعى بفرجها ، أو عشارا " ( رواه الترمذي و حسنه ) . فيا ذا الحاجة ، ها هو الله جل و علا ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة نزولا يليق بجلاله و كماله ، و هو المنزه عن الشبيه و المثيل .. " ليس كمثله شيء و هو السميع البصير " ( الشورى 11 ) ، و يعرض علينا رحمته و استجابته و عطفه و مودته و ينادينا نداء حنونا مشفقا .. هل من مكروب فيفرج عنه ؟ . فأين نحن من هذا العرض السخي ؟ ، قم أيها المكروب في ثلث الليل الأخير ، وقل .. لبيك و سعديك .. أنا يا مولاي المكروب و فرجك دوائي ، و أنا المهموم و اكشف سنائي ، و أنا الفقير و عطاؤك غنائي ، و أنا الموجوع وشفاؤك رجائي . قم و أحسن الوضوء ثم صل ركعات خاشعة .. أظهر فيها لله ذلك و استكانتك له .. و أطلعه على نية الخير و الرجاء في قلبك .. فلا تدع في سويدائه شوب إصرار .. و لا تبيت فيه سوء نية ، ثم تضرع و ابتهل إلى ربك شاكيا إليه كربك .. راجيا منه الفرج .. و تيقن أنه موعود بالإستجابة فلا تعجل و لا تدع الإنابة .. فإن الله قد وعدك إن دعوته أجابك ، قال سبحانه .. " أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء " ( النمل 62 ) .